من المؤكد أن الجميع أصبح يخاف الوقوع في آفة المخدرات، ذلك الفك المفترس الذي فتح فاهه ليسرق الأمن و الأمان و يسلب السلم و السلام من القلوب ...
مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشاكل النفسية و الاجتماعية التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته العربية و الغربية، حيث تنتشر هذه الآفة في مختلف الطبقات الإجتماعية و مختلف الأعمار، لكنها تكثر في مرحلة المراهقة، لذا نلاحظ اليوم إنتشار المخدرات في المرافق العمومية المكتظة بالشباب كالسوق و المدارس أين تتجمع جماعة من ممارسي هذه الآفة خفية و هم يجهلون مضراتها.
و يعود سبب تعاطي فئة الشباب أكثر للمخدرات خاصة في المدارس بسبب بعدهم عن البيت و قلة التربية و عدم مراقبة الأولياء لأبنائهم، كذلك نقص الدروس التحسيسية و ضعف الوازع الديني و كذا حب الإستطلاع لدى المراهق محاولا التجربة و تقليد صديق السوء، كما يمكن أن تكون بسبب الهروب من المشاكل العائلية و القسوة أو الدلال الزائد من طرف الآباء.
و للأسف كلنا نعلم أن المخدرات أضرارها وخيمة :
أولــــــها الديــنيــــة كالصد عن ذكر الله، و الصلاة، و الإبتعاد عن الطاعات، و الدخول تحت لعنة الله و رسوله، و زوال النعم و صعوبة الأعمال، و الحرمان من الجنة.
و ثانيها الإجتماعيـة كالفشل في الدراسة ثم العمل و بالتالي البطالة و وقوع العداوة بين المتعاطين، مما يؤدي إلى جرائم كثيرة و إنتشار السرقة و تفكك الأسر.
و ثالثها الإقتصاديـة كتدهور حالة الفرد المادية من جراء إنفاق أموال طائلة للحصول على المادة المخدرة.
و آخرها الصحــــية كتجمد خلايا الدماغ مما يؤدي إلى عدم التفكير و الفهم، و بالتالي الرسوب في الدراسة، و ارتفاع ضغط الدم، و الاضطراب، و سرعة دقات القلب، و التشنجات، و ضعف جهاز المناعة، و كذا العجز الجنسي لدى الذكور و العقم لدى الإناث، و إحتمال الإصابة بأمراض خطيرة كالإيدز و الزهري و التهاب الكبد و تسمم الدم.
فحتى هنا نستطيع أن نمثل كل هذا بمعادلة بسيطة :
مخدرات + صديق السوء = سجن وراء قضبان الحياة
و مع كل هذا و لكن يستمر الطلب و التلهف لتناول المخدرات، و تستمر اللامبالاة في المراقبة و رسم حدود للأطفال من طرف أبنائهم.
و للحد من هذه الآفة الخطيرة و المدمرة للمجتمعات، تكفي التربية السليمة للأبناء، و ربطهم بالمسجد و كتاب الله تعالى، و توضيح مخاطر المخدرات للمراهق في القسم، و يجب على الأسرة المدرسية تبصير التلاميذ بعقوبة تناول و تهريب و ترويج المخدرات، و ذلك من خلال المحاضرات، و إيجاد جسر واقٍ مهمته التصدي لمثل هذه المخاطر بالتعاون مع مدير المدرسة.
و هذا سيعطينا معادلة مفيدة و سهلة و مفهومة للجميع :
آباء + مدرسة = شاب يقتدى به
منقول :
http://newifada.blogspot.com/2012/03/blog-post_355.html